فالعلم والإيمان في الإسلام يسيران جنبا إلى جنب، ولذا جمع القرآن بينهما في قوله تعالى: (وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث)، ومثل ذلك قوله: (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات).
بل يرتب القرآن الإيمان على العلم، فالمرء يعلم فيؤمن، ومقتضاه أنه لا إيمان قبل العلم. يقول تعالى: (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم، وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم).
وهكذا عطف القرآن هذه الثلاثة "العلم.. الإيمان.. الإخبات" بالفاء، التي تفيد الترتيب والتعقيب كما يقول علماء العربية، فإذا كان الإخبات ثمرة الإيمان، فإن الإيمان ثمرة العلم.
وفي هذا يقول القرآن أيضا: (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد).
وينوه القرآن بالذين "أوتوا العلم" بأنهم هم الذين يعرفون قيمة القرآن ويؤمنون به، ويتأثرون بما فيه: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا مفعولا، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا).
ويقول عن القرآن أيضا: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم)
No comments:
Post a Comment