Pages

About Me

My photo
nasr city, cairo, Egypt
Aku hamba MU. Anak hamba Mu. Ubun2 ku di tangan-Mu.Telah berlaku hukuman Mu pada ku. Adil keputusan Mu pada ku. al-imam al-qurtubi menulis tafsirnya kerana kata beliau; " كتبت تذكرتا لنفسي" aku menulis sebagai peringatan untuk ku.

Sunday, October 21, 2012

بداية الدراسة بالكلية.. والإفراج عن ابن تيمي



الشيخ محمد مصطفى المراغي
بدأت الدراسة بالكلية مع بداية العام الدراسي، وانتظمت صفوف الدراسة من أول يوم، وأقبلت على الدراسة بشغف وحرص وعزم، بعد أن سلمونا عددًا من الكتب، واشترينا عددًا منها، وكانت سُنَّة حميدة من الكلية أن تسلم الطلاب معظم الكتب المقررة، وكتبًا أخرى للمطالعة والاستزادة.
وكان من هذه الكتب الإضافية كتاب (زاد المعاد) للإمام ابن القيم (طبعة صبيح) وهي طبعة غير محققة، ولكنها أفادتني كثيرًا.
وكان هذا من التطور الذي حدث في عهد الإمام المراغي: أن تُقبل كتب ابن تيمية وابن القيم وتوزع على طلاب الأزهر، فقد كان الأزهر قبل ذلك يقاوم فكر هؤلاء، ويحشرهم في زمرة (المجسِّمين).
وكان يدرسنا عدد من الأساتذة بعضهم من خريجي (تخصص المادة) أو حملة (العالمية من درجة أستاذ) وأكثرهم مشايخ الأزهر القدماء.
وكان من الأولين الأستاذ الشيخ محمد بيصار، (الذي عُيِّن شيخًا للأزهر فيما بعد) الذي كان يدرسنا علم التوحيد في كتاب (العقائد النسفية)، وهو كتاب قديم مصوغ صياغة مركَّزة على مذهب الأشاعرة، وقد شرحه علامة عصره سعد الدين التفتازاني، ثم وضعت عليه حاشيتان: حاشية للخيالي، وحاشية أخرى للعصام الإسفراييني، ووضعت على حاشية الخيالي حاشية أيضًا لعبد الحكيم السيالكوني، فكانت هذه الكتب الخمسة: المتن، والشرح، والحواشي الثلاثة كلها في صفحة واحدة، بعضها في الصلب، وبعضها في الحاشية، وبعضها في الهامش، ويفصل بينها بخطوط حاجزة.
ظل الشيخ بيصار عدة أسابيع يشرح لنا الجملة الأولى من العقائد النسفية، وهي: قال أهل الحق: حقائق الأشياء ثابتة، والعلم بها متحقق، خلافًا للسوفسطائية.
ثم سافر الشيخ بيصار - قبل أن نكمل شرح الجملة! - في بعثته إلى إنجلترا؛ ليلحق بزميله العلامة الدكتور حمودة غرابة، الذي بعث من قبل.
صِدَام مع أستاذ التفسير..
ومما وقع لي في السنة الأولى: أني اصطدمت بأستاذي في التفسير، وهو الشيخ محمد مختار بدير، وكان الشيخ بدير رجلاً قارئًا مطلعًا أديبًا شاعرًا، ولكنه ضاق صدره بنقاشي في قضية علمية عرض لها، خالفته فيها وهي: هل كانت دعوة نوح عليه السلام عالمية أم لا؟ وقد رجَّح الشيخ أنها عالمية، بدليل أن الطوفان عم العالم، فلو لم تكن عالمية ما عوقب العالم كله بالطوفان.. وكنت في مناقشتي معتمدًا على النصوص المسلَّمة، فالقرآن يقول: (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِه) نوح: والحديث المتفق عليه عن جابر في الخصائص المحمدية: "وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس كافة".
ولكن في اليوم التالي لقيني الشيخ بدير هاشًّا باشًّا، وقال: لقد ظلمتك يا قرضاوي، وراجعت المسألة، فوجدت الحق معك، وقد سألت عنك، فعرفت أنك من أهل العلم، كما علمت أنك شاعر مثلي.
وانعقدت بيني وبين الشيخ بدير مودة عميقة، استمرت حتى تخرجت، وكان كثيرًا ما يشيد بي ويثني عليّ عند زملائه من علماء الكلية.

No comments:

Post a Comment